المفاهيم المركزية لدى الان تورين

 

المفاهيم المركزية لدى الان تورين

ويرتبط التحليل السوسيولوجي لدى تورين بمجموعة من المفاهيم الرئيسية، مثل التاريخانية، الحركات الاجتماعية، الذات وهذه المفاهيم نجدها مترابطة فيما بينها بسبب رفض تورين لكل التحليالت الاجتماعية التي تسعى إلى تفسير المجتمع بأنه يخضع لمبدأ غير اجتماعي، محدد من طرف قوة غير مرتبطة بإرادة الفاعل الاجتماعي مثل الوصاية اللاهية، الصدفة، الطبيعة...إلخ.

التاريخانية : لقد طور تورين مفهوم التاريخانية للبرهنة على الحس الكوني و اإلنساني بقدرة البشر على خلق العالم الإلجتماعي وتحويله بأنفسهم وهو ما تطور مع المجتمعات الصناعية وتبلور في مشروع الحداثة، حيث عبر في كتابه ..... بأن التاريخانية هي ذلك البعد الذي يتخذه المجتمع اتجاه نشاطه، والفعل الذي يحدد من خالله مقوالت ممارسته، فليس المجتمع ما هو كائن، ولكن ما يفعله لكي يكون عن طريق المعرفة التي تخلق وضعا للعالقات بين المجتمع ومحيطه، من خالل التراكم الذي يقتطع جزءا من الناتج المتوفر من الدائرة المؤدية إلى االستهالك، عن طريق النموذج الثقافي الذي يتحكم في اإلبداعية بأشكال تخضع لنفوذ المجتمع العملية على سيره الذاتي، فهو الذي يخلق مجموع توجهاته االجتماعية والثقافية بفعل تاريخي يكون فعال ومعنى, يقترح تورين هنا ثالث ميزات أساسية تسهم في تكوين ما يسميه بالتاريخانية وتوجيه عمل المجتمع في ممارسته، وهي كالتالي:

نمط المعرفة، وبخاصة الصورة عن العالم وعن العلاقاتالاجتماعية وعن اللاجتماعي،واللغة،، كلها تساهم في توجيه التصرفاتالاجتماعية كما تساهم في تعريف الوضعية.

التراكم الذي بواسطته يوظف قسم من الانتاج القابل لالستهالك في عملية الانتاج ، ويساهم ليس فقط في العمل، بل في إنتاج العمل.

 النموذج الثقافي، الذي عبره يدرك المجتمع نفسه ويستوعب إبداعيته .

الحركة اإلجتماعية : يعتبر تورين الحركاتالاجتماعية فعلا اجتماعي منظم يهدف إلى تحقيق أهداف معينة في سياق وشروط معينة ولكن ليس كل الحركات الجماعية المنظمة هي فعل اجتماعي, بحيث لايمكن أن نتحدث عن الفعل الاجتماعي والحركة الاجتماعية بالمعنى السوسيولوجي الا إذا توفرت ثلاث مبادئ أساسية وهي : الهوية ، النقيض، الشمولية. 

الذات الفاعلة: يعتبر تورين أن الذات الفاعلة هي عملية تحرر من أشكال الهيمنة والسيطرة، حيث تفترض هذه الذات بناء نفسها لمواجهة اآلخر؛ أي أنها تتأسس لمواجهة ومقاومة مراكز السلطة في )مجتمع مبرمج( الذي يعني به آلان تورين التحكم في البشر، لكي يكون لها مشروع سوسيو ـ ثقافي تتشارك فيه مع باقي الذوات الفاعلة والمتمثل بالدرجة الاولى في الحرية.

يحاول تورين في كتابه "نقد الحداثة" إعادة الاعتبار بشكل كبير للذات الفاعلة، وأن ينفي مسألة تحكم البنيات في الافراد، الان الحركاتالاجتماعية تعمل كوسيط، من خلالها يصبح الفرد فاعلا، ويكتسب هامشا من الحرية، فالحركات االجتماعية بهذا المعنى هي تلك الوساطة التي بموجبها يمكن للفرد أن يقوي حريته الفردية.  المجتمع : وفقا للطرح التوريني هو ما ينبغي أن يكون لديه تنظيم و إستمرارية، فعلى مستوى النظام، المجتمع هو مجموعة وظائف لا تتم الا من خلال الضبط(ضبط العلاقات ، من خلال الوظائف ).اما على مستوى الاستمرارية فيمكن قراءة المجتمع في حركاته ودينامياته لا أن ندرسه في سكناته. فشرط التنظيممضافا اليه شرط  الاستمرارية هو ما يمنح المجتمع معناه المحتمل، فالمجتمع ينتج تاريخا ويؤثر في بنياته عن طريق إرادتي : "الفعل" و "التغير"....

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Sociologie de l’education قراءة في كتاب "سوسيولوجيا المدرسة " للمؤلف محمد الشرقاوي

نظريــات سوسيولوجيـــا التربية

التغيرات القيمية التي عرفتها الاسرة المغربية