المشاركات

مشكلة كمال الانسان

مشكلة كمال الانسان ارتبطت تصورات التنشئة والتعليم عبر التاريخ الحديث بشكل عميق مع النظريات المتعلقة   بتطوير الإنسان، وقد تم الإشارة إلى   برنامج التعليم الحديث - الذي يتحدّى المدى الذي يمكن من خلاله جعل الإنسان كاملًا- في الكلمات التي قالها كومنيوس: " الفن الكامل لتعليم جميع الأشياء لجميع الأفراد"؛ فالغاية من حلم التعليم هو التغلّب على ما لا يمكن تطويره، أو تعلمه، ألا وهو الارومة المتجذرة في الطبيعة البشرية، التي لا يمكن تقويمها، وتسبب الصفة المثالية للحلم إطلاق طاقات هائلة، والتي قد تؤدي أحيانًا للتضحية بحياة أطفال وشباب من أجلِ الرؤية المنشودة، وبالتالي تحول الحلم إلى كابوس، وترتبط الخطابات التعليمية الحالية بشكل وثيق بالرؤية التعليمية، فهدف تلك الخطابات هو تحقيق الكمال للأفراد وتحسينهم، ولقد أدّت الصور العديدة لما هو إنساني إلى تعابير متعددة للحلم، وخطاباته، وبشكل تدريجي أصبح الادعاء الذي يقول بأن تميّز الفرد يجب أن يكون نقطة الانطلاق ومحط اهتمام التعليم جزءاً من رؤية التعليم وخطاباته؛ فإلى جانب التعليم، يشكّل العمل الاستراتيجية الثانية لكمال الانسان فهو يهدف إلى ...

العمل كطقس وايماء المنهجية

صورة
العمل كطقس وايماء المنهجية  كما ذكر سابقا، فإن الهدف النهائي للتعليم هو إنجاز الفرد والوصول به الى الكمال، وكان هذا واضحًا بالفعل في رؤية كومنيوس، واتخذ صفة جديدة في مفهوم هومبولت للتعليم العام الفرد باعتباره أفضل مؤهل لعالم العمل المنتج. وبما أن الأفراد يعتمدون على التعليم، فهم يعتمدون أيضًا على العمل من أجل تنمية أنفسهم، والمجتمع والجماعة. وهذا الأمر كان صحيحًا منذ بداية الثقافة الغربية، وفي التقاليد اليونانية والمسيحية التي يعتبر فيها العمل دائمًا ضرورة أنثربولوجية للوجود الإنساني. وبالتالي، يُمكن أن ينظر إلى العمل والتعليم على أنهما أهم الاستراتيجيات الأساسية للكمال البشري والإنجاز، والتي يمكن إعادة بناء نجاحها أو فشلها في تحليل العملية الحضارية. ويفسح هذا الافتراض المجال لظهور خطوتين منهجيتين، ومن أجل فهم الأهداف التي تقود العمل والتعليم بوصفها استراتيجيات للكمال، فمن الضروري إجراء تحليل تاريخي وإثنولوجي للاستراتيجيتين، ومن وجهة نظر المحتوى فإن العمل والتعليم يختلفان عن بعضها البعض كاستراتيجيات للإنجاز اعتمادًا على الثقافة المعنية والفترة التاريخية. وفي هذا الصدد، فإننا ...