مشكلة كمال الانسان
مشكلة كمال الانسان ارتبطت تصورات التنشئة والتعليم عبر التاريخ الحديث بشكل عميق مع النظريات المتعلقة بتطوير الإنسان، وقد تم الإشارة إلى برنامج التعليم الحديث - الذي يتحدّى المدى الذي يمكن من خلاله جعل الإنسان كاملًا- في الكلمات التي قالها كومنيوس: " الفن الكامل لتعليم جميع الأشياء لجميع الأفراد"؛ فالغاية من حلم التعليم هو التغلّب على ما لا يمكن تطويره، أو تعلمه، ألا وهو الارومة المتجذرة في الطبيعة البشرية، التي لا يمكن تقويمها، وتسبب الصفة المثالية للحلم إطلاق طاقات هائلة، والتي قد تؤدي أحيانًا للتضحية بحياة أطفال وشباب من أجلِ الرؤية المنشودة، وبالتالي تحول الحلم إلى كابوس، وترتبط الخطابات التعليمية الحالية بشكل وثيق بالرؤية التعليمية، فهدف تلك الخطابات هو تحقيق الكمال للأفراد وتحسينهم، ولقد أدّت الصور العديدة لما هو إنساني إلى تعابير متعددة للحلم، وخطاباته، وبشكل تدريجي أصبح الادعاء الذي يقول بأن تميّز الفرد يجب أن يكون نقطة الانطلاق ومحط اهتمام التعليم جزءاً من رؤية التعليم وخطاباته؛ فإلى جانب التعليم، يشكّل العمل الاستراتيجية الثانية لكمال الانسان فهو يهدف إلى ...